الإقلاع عن العادات السيئة

طُرق الإقلاع عن العادات السيئة مثل التدخين والخمور والإفراط في الأكل وعلاج الإدمان

الإقلاع عن العادات السيئة هو هدف العديد من الناس، وهناك العديد من النماذج الناجحة الذين انتصروا على إدمانهم، سواء كان إدمان المخدرات أو الكحول أو التدخين، وغيرهم من العادات الغير محببة، وكانوا يعتقدون أنهم لا يقدرون أبداً على الإقلاع عنها، ومن علامات الإدمان ( ونعني هنا الإدمان على أي شئ) هو الاستمرار في نهج سلوك مدمر للذات، بالرغم من إدراك المرء للعواقب الوخيمة والضارة لهذا السلوك.

الإقلاع عن العادات السيئة
الإقلاع عن العادات السيئة

الإقلاع عن العادات السيئة

قال المؤلف الأمريكي Elbert Hubbard أن العادة هي أكبر مصدر للطاقة، وهو كلام صحيح جداً، فالعادات، إذا كانت عادات جيدة فهي صديقة لنا. والعادات الجيدة هي أمور روتينية تساعدنا على تكرار سلوك آمن وفعال، وزرع الطمأنينة والآمان في حياتنا. أما العادات السيئة فمن الممكن أن تتحول إلى إدمان، وفي الماضي كان يتم استخدام مصطلح “إدمان” للإشارة إلى المشاكل المُتعلقة بتعاطي المخدرات أو الكحول أو النيكوتين.

ولكن الآن في العصر الحديث ومع ظهور العديد من التقنيات والتكنولوجيا، يمكن للإدمان أن يتضمن العديد من السلوكيات والنشاطات مثل إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، أو القُمار، أو التبضُع بدون حساب، أو الإفراط في العمل، أو ممارسة الجنس، أو سوء استخدام الإنترنت، وأخيراً وليس آخراً إدمان الإفراط في تناول الطعام، وهو ما يشتكي منه الملايين حول العالم، ويتسبب في مشاكل صحية تكاد تكون قاتلة، ويتم علاجه عن طريق الإقلاع عن العادات السيئة في الأكل والشُرب.

الإقلاع عن العادات السيئة
الإقلاع عن العادات السيئة

أسباب الإدمان

كما تم الإشارة سابقاً أن من علامات الإدمان هو الشراهة المُدمرة أو استمرارية فعل سلوك سيئ دون التفكير في العواقب، فماذا يحدث للدماغ عندما يُدمن الإنسان شيئاً ما؟ تعمل المادة أو السلوك المسبب للإدمان على التحكُم في دوائر وخلايا المُتعة في المُخ، مما ينتج عن ذلك الرغبة الشديدة بتكرار القيام بهذا السلوك، أو الحصول على تِلك المادة، ويتسبب عدم الحصول عليها حالات الغضب الشديد والتقلُب المزاجي، وفي بعض الحالات تظهر أعراض جسدية ومَرَضية.

وهناك عدة جذور مُحتملة قد تسبب الإدمان على الأكل أو المخدرات أو الخمر أو بعض الأمور التي تستدعي الإقلاع عن العادات السيئة ، مثل الجذور العاطفية والروحية والبدنية والبيئية والوراثية والمُجتمعية. إن الإدمان عادة قوية، لكن الأسلحة المُتاحة للانتصار في الحرب ضد الإدمان أكثر فاعلية، ولكن للفوز بالحرب عليك معرفة إمكانات العدو وخططه وكيف يعمل، حتى تستطيع أن تُطور خطة حاسمة لأحراز النصر، ويجب أولاً الإقرار بالمشكلة والاعتراف بها وطلب المساعدة من المُختصين.

ونجد أن أسباب الإدمان في العموم مكانها المخ أوالدماغ، وقد صمم الله تعالى الدماغ البشري لتكون لديه القدرة على إعادة هيكلة ذاته، ويقول الطبيب النفساني جون راتلي، إن الاختبارات والأفكار والتصرفات والعواطف، تعمل على تغيير تركيبة الدماغ. وإذا نظرنا للدماغ أو المخ بوصفه عضلة كباقي عضلات الجسم، يُمكن لها أن تضعف أو تقوى، فإنه من الممكن أن نقوم بتدريب أدمغتنا لنقرر ما نرغب أن نكون عليه، ويمكن تدريبها لتكون صحية ومنتعشة وطويلة العمر.

الإقلاع عن العادات السيئة
الإقلاع عن العادات السيئة

طرق الإقلاع عن العادات السيئة والإدمان

إن الأسلحة الوقائية الفعالة متوفرة من حولك لمساعدتك في إحداث تغيير دائم بمرور الوقت، فضلاً عن محاولة تدريب الدماغ وتجاهل كل الأفكار السلبية التي تراودك، فالخطوة الأولى لعلاج والإقلاع عن الإدمان هي الاعتراف، يجب أن تعترف أنك مُدمن على مادة أو سلوك خاطئ، وتكون لديك الرغبة بالفعل بالإقلاع عن هذه العادة سواء كانت مخدرات أو كحول أو عادات سيئة، وسوف نقدم لكم من خلال موقع صحتك بعض النصائح الهامة للإقلاع عن الإدمان والإقلاع عن العادات السيئة.

1– خلق بيئة داخلية وبيئة خارجية لتساعدك في محاربة الإدمان

انتبه جيداً إلى أفكارك، فإن التغلب على الأفكار السلبية وتغيرها إلى أفكار إيجابية، وتنمية روح الأمتنان ينهدان الطريق إلى النجاح، ويقول الله عز وجل في كتابه الحكيم “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” صدق الله العظيم، فمن خلال تغيير بيئتنا الداخلية والخارجية لأجسادنا، والتفكير بإيجابية، يمكننا الاستفادة من قوتنا الكامنة وتصحيح نقاط الضعف، وفي الغالب فإن تغيير مسلكنا وموقفنا هو إحدى العوامل الهامة لإحداث هذا التغيير.

وكذلك تأكد أن تجعل البيئة الخارجية لك تساعدك على التغيير للأفضل، على سبيل المثال قم باستبدال طبق الحلوى بطبق من الفاكهة الطازجة، احتفظ بأحذية المشي الرياضية وحقيبة الجيم في سيارتك، حتى يُسهل عليك الذهاب إليه، وعمل التمارين الرياضية أينما شِئت، في بعض الأحيان يُسبب الإدمان حالات من الاكتئاب (علاج الاكتئاب)، وخصوصاً في الفترات الأولى من العلاج، لذا يجب أن تُهيئ بيئتك الخارجية والأشخاص المُحيطين بك للتكيُف مع هذه الأعراض.

2- خلق أسلوب حياة إيجابي

إن اختيار أسلوب حياة إيجابي، مُعَزز بنظام غذائي ورياضي، يحمي الدماغ والجسد، حيث أن التمارين الرياضية اليومية تعمل على تحسين المزاج وتُزيد الطاقة وتساعد على التخلص من الطاقة السلبية والتوتر والقلق، كما أن تناول الأكل الصحي مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة مثل الشوفان، وأيضاً المكسرات (فوائد المكسرات)، حيث تعمل هذه العناصر على بناء القوة الذهنية وتُخفف الإجهاد.

فضلاً عن أن هذه الطريقة مُهمة جداً للذين يعانون من مشكلة إدمان الطعام والأكل بشراهة ويجدون صعوبة في خسارة الوزن، كما يوصى أيضاً بشرب الكثير من الماء على مدار اليوم، حيث أن من فوائد شُرب الماء إنعاش الجسم والعقل، كما أن الماء لا يحتوي عل أية سُعرات حرارية.

الإقلاع عن العادات السيئة
الإقلاع عن العادات السيئة

3- التواصل مع الآخرين

للأصدقاء والعلاقات الاجتماعية والأُسرية دور كبير في حياة أي إنسان، وقال النبي صل الله عليه وسلم ” المرءُ على دين خليله فلينظر أحدُكم من يُخَالِل” صدق رسول الله صل الله عليه وسلم، ومعنى الحديث الشريف هُنا أن الرسول الكريم يحُثنا على اختيار الأصدقاء بعناية، حيث يجب عليك التواصل مع أصدقائك الجيدين، الذين سيساعدوك ويشجعونك على تنفيذ وتطبيق اختياراتك الجديدة، وسيوفرون لك الدعم والمحاسبة على حدٍ سواء.

أعمل على تقوية صِلتك بالله، وأحصل على الموارد المجتمعية من خلال الجامع أو الكنيسة، وسوف يساعدك الله سبحانه وتعالى ويمنحك القدرة على القيام باختيارات إجابية والالتزام بها، ومع مرور الوقت سوف تكتشف الأهداف والقيم الحقيقة في الحياة.

4- المُمارسة تُوَلِد الإتقان

إن التكرار المُتعمد لشئ جيد يعمل على بناء عادات جيدة، فكلما زاد تكرار فكرة أو تصرف إيجابي كلما رسخ ذلك في الذهن والعقل الباطن، فبعض الناس يقومون بتغيير وظائفهم في منتصف الطريق إن لم تكُن مناسبة لهم، ويتعلمون مهارات جديدة، ويستمتعون بأنشطة وهوايات وحتى أطعمة جديدة، وتكوين صداقات جديدة، وانت أيضاً يمكنك عمل ذلك.

يشعر الأشخاص المدمنون أنهم قد فقدوا القدرة على أختيار ما يعرفون، وذلك صحيح نوعاً ما، ولكن عند إعادة تسخير هذه القُدرة مرة أخرى، سوف تكون هنا تغييرات مُدهِشة، حيث أن كل الأشخاص بلا أخطاء حتى الناجحين منهم، ولكن هناك من يرفض الاستسلام واليأس. وبناء حياة صحية للعيش والتفكير يتطلب عزيمة وإصرار، ولكن وعرِفة أن العقل البشري قادر على التعافي يمنحنا الأمل الكبير في الإقلاع عن العادات السيئة .