التهاب الرئة عند الأطفال – وهو من أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وهو مرض يُمكن علاجه، ولكن من الممكن أن يصبح خطيراً جداً إذا تطور. وتشير مُنظمة الصحة العالمية أن نحو ثلاثة ملايين طفل يفقدون حياتهم سنوياً بسبب هذا المرض، وتحدث ظروف الوفاة غالباً في الأطفال الذين يعنون من أمراض أُخرى مثل أمراض الرئة المُزمنة والخداج، والعيوب الخُلقية في القلب، وأمراض ضعف الجهاز المناعي. ورغم أن معظم هذه الوفيات تحدث في الدول النامية، إلا أن الكثير من الأطفال في البلدان الصناعية الغنية يعانون من الالتهاب الرئوي.

التهاب الرئة عند الأطفال حديثي الولادة
يمكن أن يحدُث التهاب الرئة عند الأطفال في أي عُمر، ولكنه أكثر شيوعاً عند الأطفال الأصغر سناً، حيث يُمثل الالتهاب الرئوي حوالي 13% من الأمراض المُعدية بين الأطفال الذين يقل عُمرهم عن سنتان. وبالنسبة لحديثي الولادة المُصابين بالتهاب الرئة، غالباً ما يعانون من سوء التغذية والحساسية، وكذلك تسارع النفس والشخير ونقص الأكسجين، أو بعض الالتهابات التي تؤدي إلى الإصابة بما يُسمى بالتهاب الرئة الجرثومي، بل أنه في بعض الأحيان يتم إصابة الجنين وهو في الرحم عن طريق العقديات، ويُسببها غالباً الفيروس التنفُسي (RSV).
وأكثر أعراض التهاب الرئة عند حديثي الولادة شيوعاً، هو السُعال، بالإضافة إلى سرعة التنفس والنهجان بسبب نقص الأكسجين، وقد يكون مصحوباً بارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال وانخفاض التغذية. وتعتبر العقدية الرئوية Streptocuccos Penumoniae هي أكثر مسببات الأمراض البكتيرية عند الرضع وحديثي الولادة الذين تتراوح أعمارهم بين شهر وثلاثة شهور. وتتشابه أعراض التهاب الرئة عند المراهقين معها عند الأطفال ويمكن أن يزيد عليها قئ وإسهال والتهاب البلعوم والتهاب الأُذُن.كما أن الميكوبلازما الرئوية Mycoplasma Penumoniae هي السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال الأكبر سناً والمُراهقين.

اقرأ أيضاً : التهاب اللوزتين عند الأطفال وطريقة علاجه ومتى تتم عملية استئصال اللوزتين؟
الحرارة عند الأطفال : أسباب ارتفاع حرارة الطفل وطرق علاج الحمى.
أسباب التهاب الرئة عن الأطفال
العديد من الجراثيم والميكروبات والفيروسات قد تُسبب الالتهاب الرئوي، عن طريق استنشاقها في الهواء الذي نتنفسه، ويقاوم جسد الإنسان هذه الفيروسات والجراثيم، لكن في بعض الأحيان يمكن لها التغلب على الجهاز المناعي والوصول إلى الرئتين، حتى لو كانت صحة الأطفال جيدة بشكل عام، ويُصنف الالتهاب الرئوي وفقاً لنوع الجراثيم.
- البكتريا : ويُسمى بالالتهاب الرئة البكتيري، ومن مُسبباته الأكثر شيوعاً هي البكتريا العقدية الرئوية Streptocuccos Penumoniae، ويمكن أن تتم الإصابة بهذا النوع من التهاب الرئة بدون سبب، أو بعد الإصابة بزلات البرد والإنفلونزا، وقد يؤثر هذا النوع على جزء واحد من الرئة وهو (الفص) ويُسمى Lobar Penumoniae.
- الكائنات الحية الشبيهة بالبكتريا : مثل الميكوبلازما الرئوية Mycoplasma Penumoniae وهذا النوع تكون أعراضه أخف شدة من الأنواع الأُخرى لالتهاب الرئة ولا يكون شديداً ولا حتى يحتاج إلى راحة في السرسر.
- الفطريات : وهو الأكثر شيوعاً عند الأطفال الذين يعنون من مشاكل صحية مُزمنة أو ضعف في الجهاز المناعي، وقد يحدث عن طريق استنشاق الفطريات الدقيقة الموجودة في التربة أو روث الطيور.
- الفيروسات : بعض الفيروسات التي تُسبب أمراض البرد والإنفلونزا قد تكون السبب في الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات. الالتهاب الرئوي الفيروسي عادةً ما يكون خفيف، ولكن، من الممكن أن يتطور ويُصبح خطيراً جداً.
اقرأ أيضاً : أعراض الحصبة عند الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل المريض والتطعيم ضد الحصبة.

أعراض التهاب الرئة عند الأطفال
تختلف علامات وأعراض التهاب الرئة عند الأطفال من خفيفة إلى حادة، ويتوقف ذلك على عدة عوامل منها، نوع الجرثومة المُسببة للعدوى، وعمر الطفل وصحته وتاريخه المرضي. والأعراض العامة غالباً ما تشبه أعراض البرد والإنفلونزا إلا أنها تستمر لفترة أطول، وتشمل أعراض الالتهاب الرئوي عند الأطفال ما يلي :
- السُعال مع وجود البلغم.
- ألم في الصدر عند التنفس أو السُعال.
- قئ وغثيان.
- حمى مع تعرق وقشعريرة.
- الإسهال.
- ضيق التنفس.

الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الأطفال
- التطعيم، من أهم الطُرق الوقائية للأطفال لعدم الإصابة بالتهاب الرئة، ويوصي الأطباء بالحصول على لقاح تطعيم التهاب الرئة للأطفال الذين يقل عمرهم عن سنتين، كما يجب أيضاً أخذ تطعيم الإنفلونزا لمن هم أكبر من ستة أشهر.
اقرأ هنا : جدول التطعيمات للأطفال من سن شهر ونصف حتى 18 عام.
- النظافة، يجب الحفاظ على النظافة الشخصية الجيدة للطفل لحمايته من الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والتي تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، ويراعى غسل اليدين باستمرار وقص الأظافر.
- لا للتدخين، يجب أن يبتعد الطفل عن أي مصدر للتدخين وألا يستنشق دخان السجائر خاصة في الأماكن المُغلقة، حيث يُدمر التدخين الدفاعات الطبيعية للرئة.
- الحفاظ على الجهاز المناعي، ويكون ذلك عن طريق التغذية الجيدة، والحصول على العناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم، والنوم لوقت كاف لتجنب الإصابة بمرض التهاب الرئة عند الأطفال.