براعم النباتات – هي عبارة عن بذور نابتة، ويطلق عليها أيضاً الأشطاء. وهي غالباً ما تكون من بذور البقوليات والحبوب، وتختلف في تركيبها وموادها الغذائية عن الحبوب والبقول مكتملة النُضج، فعندما تتوافر للبذرة الماء والأُكسجين والحرارة اللازمة، تبدأ في تكوين بُرعُم جديد – نبات جديد، الذي بدوره سوف يُنتج بذور أكثر مع مرور الوقت. وتبدأ عملية تكوين براعم النباتات بعدة عمليات كيميائية تقوم الأنزيمات بتسهيلها لتتكون براعم النباتات.

كيف تتكون براعم النباتات
تتكون براعم النباتات عن طريق بعض العمليات الكيميائية، أو ما يُسمى بالتكاثر الزهري أو التكاثر الخضري، فتعمل الأنزيمات على تحويل المواد الاحتياطية، وتقسيم جزيئات النشا الكبيرة إلى جزيئات صغيرة، مثل الديكسترين والمالتوز، اللذان يتحولان إلى غلوكوز في الجهاز الهضمي. ثم تتحول البروتينات إلى أجزاء صغيرة بها أعداد قليلة من الأحماض الأمينية الحُرة، ثم تقوم الدهون الموجودة في البذور أو البقول بإطلاق الأحماض الدُهنية التي تتكون منها. وباتحاد كل هذه العناصر يتم تكوين مواد وعناصر جديدة.
من هذه المواد الجديدة التي يتم تكوينها في براعم النباتات هي، فيتامين (ج) الذي لم يكن موجوداً في البذرة، والكلوروفيل ذو الفائدة الصحية العالية. بعد ذلك يتم التخلص من المواد الغير غذائية الموجودة في البذرة، وخاصةً في البقول، مثل الهيماجلوتينين وحمض الفيتيك ومُثبطات أنزيم البروتياز. ولذلك فمن الضروري أن يتم طبخ البقول إبطال مفعول تلك المواد الضارة، لكنها تختفي بشكل كبير أثناء عملية التبرعم.

براعم النباتات في المنزل
رغم أن براعم النباتات مُتاحة تجارية، إلا أنه من الشيق أن تُزرع في المنزل وذلك باتباع الخطوات التالية :
- استخدام البذور المُعدة والمجهزة لبراعم النباتات المنزلي، أما البذور المُخصصة للاستخدام الزراعي فقد تكون معالجة بالمُبيدات أو غيرها من المنتجات الكيميائية.
- ضع البذور في وعاء زجاجي وقم بنقعها (مع الحرص ألا يكون الوعاء من المعدن)، ثم غطي الوعاء بقطعة من القُماش، ويجب أت كون كمية الماء داخل الإناء أكبر من البذور بثلاث أو أربع مرات، أي تُغطي البذور.
- ضع الإناء في مكان دافئ ومُظلِم لمدة 12 ساعة.
- بعد مرور 12 ساعة، تخلص من الماء الموجود بالإناء، وتُشطف البذور بماء فاتر، ثم يتم تغيير الماء في الإناء، تتم هذه العملية مرتين أو ثلاثة يومياً حتى تظهر الأشطاء أو براعم النباتات، وعادةً ما تستغرق هذه العملية من يومين إلى خمسة أيام.
فوائد براعم النباتات
- أطعمة حية، رغم أن الفواكه والخضروات والحبوب تُعد أطعمة حية في حالتها الطبيعية، إلا أن الحياة في براعم النباتات تكون موجودة بصورة أكثر قوة وحيوية. وهذا يعني أن تلك البراعم تكون غنية بالمواد ذات القيمة البيولوجية الكبيرة التي تحتاج إليها أجسادنا، مثل البروتينات والأنزيمات.
- سهولة هضمها، الأنزيمات التي يتم توليفها أثناء تكوين البُرعُم، وعملية هضم النشا والبروتين والدهون الموجودة في البذور. هذه العملية الكيميائية مشابهة لما يحدث في الجسم أثناء عملية الهضم، ولهذا السبب فالبراعم النباتية سهلة الهضم وجيدة التمثيل، وتساعد على علاج الإمساك.
- تحتوي البراعم على العديد من المواد الغذائية ونسبة قليلة من السعرات الحرارية، مما يجعلها مُفيدة للجسم، ومضادة للتُخمة وتساعد على خسارة الوزن.
- تحتوي على العديد من الخصائص العلاجية، مثل تحفيز وتنشيط عملية الهضم، وتجدد الفلورا المعوية (الميكروبات الطبيعية)، وتعمل أيضاً كمضادات للأكسدة مثلها مثل الشاي الأخضر، وتساعد على تكوين المعادن.
- من ناحية نفسية، تجعل البراعم الإنسان على دراية بقيمة الحياة الطبيعية، فعندما نرى أن كيف أن البرعم يتكون من بذرة صغيرة، يجعلنا ذلك نقدر مدى غرابة وروعة قدرة الله، والظواهر الحياتية.

أضرار براعم النباتات
- تحتوي البقول غير المستوية على مواد سامة غير غذائية، ولهذا السبب يجب التأكد من طهيها قبل تناولها. ولكن عندما تتم عملية الإنبات بنقع مناسب، كما شرحنا سابقاً، جميع هذه المواد السامة تختفي.
- تحتوي براعم النباتات في نبات البرسيم على نسبة قليلة من الحامض الأميني غير البروتيني (لكانفانين)، الذي له آثار سامة على أولئك الذين يعنون من داء الذئبة الحمامية.
- تحتوي البقول والحبوب النية على الفيتات، والتي بالرغم من أنها تعمل كمضادات لمرض السرطان، إلا أنها تُعد كأحد مضادات التغذية، لما لها من قُدرة على تقليل إتاحة امتصاص بعض العناصر الهامة مثل الكلسيوم والمغنيزيوم والحديد والزنك والنحاس والفسفور. غير أنه خلال عملية الإنبات الصحيحة، تختفي معظم هذه الآثار.
- توجد مادة تُسمى الصابونين في البذور، ووجد أن هذه المادة تُدمر خلايا الدم الحمراء أثناء التجارب المُختبرية التي أُجريت، ولهذا السبب تم اعتبارها على أنها مادة سامة. ولكن، بعض الدراسات الحديثة قد أثبتت أن هذه المادة لا تُسبب انحلال الدم أو تدمير خلايا الدم، بل بالعكس، فالصابونين تُعد مادة مُفيدة، حيث أنها تقلل نسبة الكوليسترول في الدم، وتعمل كمضادات للسرطان.
- تم اكتشاف حالات من حبوب البرسيم والبراعم المُصابة ببكتيريا سالمونيلا، لذلك ننصح باستخدام بذور من مصدر نظيف وموثوق فيه عند إعداد براعم النباتات .