قرحة المعدة أسبابها وأعراضها وتشخيصها وعلاجها، المعدة هو مكان استقبال الطعام بالجسم، إلى جانب كونها العضو المسؤول عن هضم بعض من الطعام أو العناصر التي تدخل إليها، وتتعرض المعدة للكثير من الاضطرابات، ومن أشهر هذه الاضطرابات هي قرحة المعدة، والتي سنتعرف على كل ما يتعلق بها خلال موضوعنا اليوم.
قرحة المعدة
تعد القرحة من أكثر مشكلات الهضم شيوعًا، حيث تنتشر بين فئة كبيرة من البشر حول العالم، وهي من أشد الفرح ألمًا، تظهر حول الأمعاء الدقيقة وجدار المعدة.
أسباب قرحة المعدة
ورد على لسان الدكتور “إريك موسنغيمانا” المختص في السكر والتغذية بإحدى شركات التغذية العلاجية بكيجالي أن: “السبب وراء تقرحات المعدة هو عدد من العوامل، والتي يمثل أشهرها استخدام العلاجات غير الستيرويدية والعقاقير التي تتميز بخصائصها المضادة للالتهاب لفترات طويلة، ومن أشهر هذه العلاجات: الإيبوبروفين، والأسبرين، إلى جانب متلازمة زولينجر إليسون، وهي تعد من الأمراض نادرة الحدوث، والتي تدفع المعدة لإفراز المزيد من حمض المعدة المسؤول عن تقرحات المعدة”.
وقد أضاف الطبيب أن التدخين وتكرار استخدام المنشطات المختلفة، كتلك التي تستخدم لعلاج الربو، وكثرة منسوب الكالسيوم بالدم، والإفراط في تناول المشروبات الكحولية، يزيدان من معدل حدوث تقرحات المعدة.
ويعد كل من الأمور الآتية من العوامل التي تزيد من أسباب وخطر حدوث تقرحات المعدة، وهم:
الإصابة بالجرثومة البوابية الملوية
تعد تقرحات المعدة إحدى صور صور تقرحات الجهاز الهضمي، وهي تنتج عن عدم التوازن بين عوامل الضرر والتي منها “الجرثومة البوابية الملوية Helicobacter pylori” والآليات المختصة للدفاع عن الأغشية المخاطية للمعدة من الجانب الآخر.
ويكون التلوث بسبب خلال هذه الجرثومة ظاهرًا بمعدل 70% من حالات تقرحات المعدة، على النقيض من مرضى تقرحات الاثنى عشر، حيث يكون معدل إفراز الحمض المعدي لدى الأشخاص المصابين بتقرحات المعدة أقل بكثير من معدل إفراز الحمض لدى الأشخاص الأصحاء.
بمعنى أن التعرض للإصابة بآليات الدفاع الخاصة بالغشاء المخاطي بالمَعدة كما يظهر هو أهم الأسباب المؤدية لتطور تقرحات المعدة.
تناول العلاجات
من الأسباب الهامة والمؤدية بتقرحات المعدة، فكما سبق وذكرنا فإن مضادات الالتهابات اللاستيرويدية وعلاجات آلام المعدة.
وكذلك التهابات المفاصل تعمل على منع عمل إنزيم سيكلوأوكسيغناز 1 “Cyclooxygenase – 1” مما يلحق الأذى والضرر بشأن إنتاج البروستاغلاندينات “Prostaglandins”، هي من المواد البيولوجية الهامة في وقاية الغشاء المخاطي المعدي.
وينتج عن الاستخدام طويل المدى لأي من هذه العلاجات في الآونة الأخيرة خصوصًا بين فئة كبار السن إلى زيادة عدد مرضى تقرحات المعدة والمضاعفات الخاصة بها والتي منها: النزيف الحاد.
أعراض قرحة المعدة
ورد على لسان دكتور “دانيال جانغو” المختص في مشكلات الجهاز الهضمي، أن أشهر الأعراض التي تصاحب تقرحات المعدة هي ما يلي: حرقة الصدر، آلام في الجزء بين سرة البطن والصدر.
وهذه الآلام تتفاقم عندما تكون المعدة خالية من الطعام، وهو متفاوت في المدة من عدة دقائق لعدة ساعات.
وتعد آلام البطن هي أهم الأعراض الرئيسية والتي تأخذ الكثير من الصور.
كما قد يشعر المريض بآلام عقب تناول الطعام بمدة معينة، أو خلال تناول الطعام ذاته.
ربما يستيقظ المريض من النوم نتيجة الآلام التي يشعر بها بسبب تقرحات المعدة، ومن أشهر الأعراض ما يلي:
- غثيان يصاحبه أو لا يصاحبه قيء.
- قلة الوزن.
- تلون الغائط بلون أسود.
وقد قال جاهونغو، أن الآلام الخاصة بتقرحات المعدة قد تقل مع تناول المريض للأطعمة والمشروبات مع الانتظام في الأدوية المضادة للحموضة، حيث تساهم في القضاء على حموضة المعدة.
مضاعفات تقرحات المعدة
تتضمن أشهر المضاعفات ما يلي:
- نزيف في موضع القرحة.
- ثقب في البطانة الخاصة بالمعدة بالمَوضع الخاص بانقسام القرحة.
- تعرض الأمعاء للانسداد.
تشخيص تقرحات المعدة
لتشخيص القرحة ينبغي اتباع ما يلي:
التنظير الداخلي
يعد أكثر الفحوص دقة ضمن فحوص تشخيص تقرحات المعدة.
ويتم عمل هذا الفحص عبر إدخال أحد الأنابيب المرنة إلى معدة المريض عقب تثبيت كاميرا صغيرة بطرفها لتَسجيل ڤيديو من داخل تجويف المريء، المعدة، والاثني عشر.
يسمح هذا الفحص برؤية غشاء المعدة المخاطي من مسافة قريبة.
كما يسمح بالحصول على مسحة من النسيج المبطن لأطراف القرحة للتمكن من فحص المريض جيدًا للحكم إذا كان مصابًا بالجرثومة البوابية الملوية أم لا.
و بهدف تفادي الشعور المؤلم لدى المريض، يخضع المريض لِمخدر موضعي بمنطقة البلعوم.
أو يدخل الطبيب بعض المهدئات إلى جسم المريض من خلال الوريد قبل بداية الفحص.
الأشعة السينية
أحد الفحوص المتاحة للكشف عن تقرحات المعدة، حيث يتم تصوير الاثني عشر والمعدة من خلال الأشعة السينية، عقب تقديم المادة الخاصة بالتّباين وهي الـ Barium.
إلا أنه من الفحوص غير الدقيقة التي لا تتيح أخذ سحب لعمل الفحص المجهري الذي يكشف عن وجود الجرثومة البوابية الملوية من عدمه.
وبالرغم من توفر عدد من العلاجات النموذجية التي يمكن اللجوء إليها لتوضيح الفروق بين القرح الخبيثة والحميدة.
ألا أنه يفضل بجميع الأحوال أن يخضع المريض لِلمنظار الداخلي الذي يهدف إلى نفي وجود ورم خبيث من عدمه.
علاج تقرحات المعدة
تختلف تقرحات المعدة والعلاجات التي تناسبها باختلاف مسببات حدوثها.
قد يرى الطبيب حاجة مريضه لتدخل جراحي لكن ذلك نادرًا ما يحدث، كما يحذر الأطباء من إهمال علاج تقرحات المعدة أو تأخيره.
وذلك لتفادي حدوث المضاعفات، والتي منها: الآلام المفاجئة الحادة غير المتوقفة، مع نزول قطرات من الدم مع البراز، أو تقيؤ الدم.
وينقسم العلاج إلى 2 حالة أساسية، وهذه الحالات هي:
إثبات وجود تلوث بالجرثومة البوابية الملوية
هنا يتم العلاج من خلال ما يلي:
تناول أدوية المضاد الحيوي التي تهدف إلى تخليص المعدة من الجرثومة.
حيث يطلق على هذا العلاج اسم “العلاج الثلاثي” حيث يتكون من 3 أنواع مضاد حيوي، وهم:
- ميترونيدازول.
- أموكسيسيلين.
- وكلاريثروميسين.
كما يمكن استخدام الأدوية المضادة لحمْض المساعدة لتَحفيز التئام تقرحات المعدة.
العثور على استشارة طبية بشأن الامتناع عن تناول المسكنات التي تصنف تبع مضادات الالتهابات اللاستيرويدية.
إثبات عدم وجود تلوث بالجرثومة البوابية الملوية
هنا يتم العلاج من خلال العلاجات المضادة للحمض المعدي، مما يحفز التئام تقرحات المعدة.
ويتوفر 3 مجموعات رئيسية من هذه الأدوية:
- مثبطات مضخة البروتون “proton pumb inhibitor”.
- المواد التي تحصر استقبال الهيستامين.
- والعلاجات الغنية بِالبروستاغلاندينات الاصطناعية، والتي منها: ميزوبروستول.
علاج القرح الكبيرة
بالإضافة إلى كل ما سبق اقتراحه للعلاج، يتم استخدام مثبطات مضخات البروتون “Proton pump inhibitor” لمدة 12 أسبوعًا.
إلى جانب أهمية الخضوع التنظير الداخلي، واللجوء العلاج الجراحي إذا استلزم الأمر عند اكتشاف أي من الأورام الخبيثة، وفشل كافة طرق العلاج الممكنة.
الوقاية من تقرحات المعدة
قال “موسنغيمانا”: أن الاهتمام بالنظافة الصحية هو أهم الطرق التي تعيق تفشي البكتيريا.
كما تحد من مخاطر البكتيريا والعدوى.
وقد قام بنصح الناس بالالتزام بغسل الأيدي بصورةٍ منتظمة باستخدام المياه والصابون.
والتأكد من نظافة الأطعمة والخضروات جيدًا قبل استخدامها في الطهو.
وتتضمن طرق الوقاية ما يلي:
- تفادي تناول الأطعمة التي تزيد من تهيج المعدة.
- الامتناع عن التدخين.
- استخدام الأدوية غير الستيرويدية التي تضاد الالتهابات “Nonsteroidal anti-inflammatory drugs” مع الأطعمة؛ لقدرة ذلك عبر الحد من معدل تهيج المعدة وبطانتها.
- درب ذاتك على التحكم في منسوب التوتر الشخصي لديك.