مرض الدرن أو التَدَرُن Tuberculosis، ويسمى أيضاً باسم مرض السل الرئوي، وهو مرض شائع ومُعدي، وقد يسبب الوفاة في بعض الأحيان، ويُسبب الإصابة بهذا المرض نوع من الميكروبات العضوية والفطريات يُسمى الفطريات السُلية، وفي الغالب يهاجم السُل الرئوي الرئة، ولكنه من الممكن أن يهاجم أيضاً أجزاء مُختلفة من الجسم. ويُصيب هذا المرض الإنسان، كما يُصيب بعض الحيوانات مثل الأبقار والجاموس، وبعض الطيور مثل الدجاج. ويكون هذا المرض على هيئة كُتلة يوجد بها ميكروب، ويتسبب في تدمير الخلايا السليمة، ويمكن لمرض الدرن أن يُصيب الجلد والعظام والرئة والقصبة الهوائية والأمعاء، وأي مكان في الجسم.

طُرق العدوى والإصابة بمرض الدرن
الطريقة الأكثر انتشاراً لانتقال عدوى مرض الدرن من الشخص المريض إلى الشخص السليم، هو الرذاذ الخارج من الفم أثناء الكلام من الشخص الواقف أمامك، أو الموجود معه في المدرسة أو المنزل أو وسائل المواصلات. أو بطريقة غير مباشرة مثل استعمال الأدوات الملوثة من المريض ببصاقه أو برازه، أو من الهواء أو الأتربة والغبار المتطاير من مكان البصق، ويمكن انتقال المرض عن طريق الجهاز الهضمي، بواسطة شُرب لبن حيوان مُصاب بالدرن إما البقر أو الجاموس، أو تناول لحم حيوان أو طائر مُصاب، أو الشخص الذي يحلب الحليب بنفسه بسبب نقص المناعة وسوء التغذية.
فالشخص الذي لا يأخذ العناصر الغذائية اللازمة يكون لديه ضعف عام في المناعة، ويسهل إصابته بأي مرض. تنتقل عدوى مرض الدرن أيضاً عن طريق الذُباب والحشرات، فالحشرة تلوث المأكولات والمشروبات، وتنقل الميكروبات والمرض من المريض إلى السليم، أو عن طريق الجلد الذي يوجد به جرح أو خدش تسمح بدخول الميكروب إلى مجرى الدم. وميكروب الدرن قادر على الانتشار في أماكن كثيرة في الجسم، مثل الغدد اللمفاوية والرئتين والجهاز الهضمي والمفاصل والعظام والغشاء البروتيني والجلد، ولكن أشهر تلك الأماكن هي الرئتان لذلك سُمي مرض الدرن بالسل الرئوي أو الدرن الرئوي.

أعراض مرض الدرن
- أهم أعراض مرض الدرن هو خسارة الوزن المُبالغ فيها بدون أسباب.
- فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام.
- ارتفاع قليل في درجة حرارة الجسم، مع عرق غزير في فترة الليل.
- كُحة مُستمرة سواء ناشفة أو مصحوبة ببلغم، وفي بعض الحالات وجود نُقط دم.
- تضخم ملحوظ في الغُدد اللمفاوية.
- يُنصح بالذهاب للطبيب إذا منت تعاني من هذه الأعراض، ويستطيع الطبيب تشخيص المرض بعدة طُرق.

تشخيص مرض الدرن
يتم تشخيص مرض الدرن بعدة طُرق، منها فحص البلغم الخارج من المريض، حيث يمكن التعرف على الميكروب المُسبب للمرض تحت الميكروسكوب، وكذلك بواسطة الأشعة والتحاليل بعد أخذ عينة من الغدد اللمفاوية، أو بالمنظار. ويُمكن تشخيص المرض بالعلامات والأعراض المرضية. وعادة تتم الإصابة بمرض السُل الرئوي في المناطق الفقيرة ذات البيئة السيئة، بسبب ازدحام السُكان وسوء التغذية والتهوية، حيث يؤدي ذلك ضعف الجهاز المناعي، ويجعل جسم الإنسان سهل الاختراق من الميكروبات والأمراض.
الوقاية من مرض الدرن
- معالجة الإنسان المُصاب أولاً.
- الامتناع عن مُخالطة المرضى المُصابين بهذا المرض المُعدي.
- الاهتمام بالتغذية الجيدة والحصول على العناصر الغذائية والفيتامينات اللازمة لتقوية جهاز المناعة.
- حاول قدر الإمكان الابتعاد عن الزحام الشديد، وتجديد الهواء في الغُرف، وتعريض الغرف وأماكن النو للشمس يومياً، والتغذية الجيدة.
- عند اكتشاف أي حالة مُصابة بمرض الدرن الرئوي، يجب استعمال الأدوية المناسبة لمنع إصابة الأطفال والأشخاص المُخالطين للمريض.
- الرعاية الصحية الجيدة والوعي الصحي والندوات العلمية وإفهام الناس طُرق الوقاية من الأمراض وطٌرق العلاج من مرض الدرن.
علاج مرض الدرن
رغم خطورة الدرن وتأثيره على الصحة العامة، وأنه قد يُسبب الوفاة في بعض الأحيان، إلا أن ميكروب الدرن سهل أن يتم القضاء عليه، والشفاء من مرض السُل الرئوي نهائياً بواسطة الأدوية، ولكن مُدة العلاج طويلة جداً، مما يسبب ضجر المريض وترك الدواء، وهو ما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للمريض. والشفاء من الدرن مضمون بإذن الله إذا اتبع المرض تعليمات الطبيب وأتم الفترة العلاجية.
قد يستمر العلاج لفترة تقترب من الستة أشهر، ويكون العلاج مختلف من حالة إلى أخرى، ففي بعض الحالات يكون العلاج عبارة عن مُضاد حيوي واحد، وفي أحيانٍ أخرى يتم أخذ أكثر من مُضاد حيوي لمنع تطور الميكروب، ويجب أن يوضع المريض تحت الرقابة المُباشرة والتأكد أنه يأخذ الأدوية في مواعيدها وبانتظام، لأن العلاج بالمضادات الحيوية يكون عبارة عن كورس علاج، لذا يجب الالتزام بمواعيد وجرعات الدواء للشفاء من مرض الدرن.